إن إدارة بيت المستقبل ورعاية شؤونه فن يحتاج إلي تدريب طويل ومستمر وجاد، فلا يتم بين ليلة وضحاها، فهي ليست فقط تنظيف البيت وإعداده وترتيبه، ولا مجرد طبخات تطبخها الفتاة وتجيدها، وإنما هي قبل كل شيء مسئولية تربي عليها، فتختلف بتربيتها هذه عن تلك التي تفتقدها، وإن كانت تجيد فنون التنظيف والترتيب والطبخ.
ومنهج التربية الإسلامية يعد الفتاة المسلمة للتحمل مسئوليتها، ويحفزها علي متابعة إدارة البيت وتحمل أعبائه ومشكلات أبنائه، ووضع كل أمر في نصابه، وتهيئة اكبر قدر من تنظيمه وسير أموره، ومنع اكبر قدر من اضطرابه واختلاله، ومشاركة في السراء والضراء، كل ذلك وغيره يتجاوز مجرد إتقان الأعمال المنزلية، فالأخيرة وحدها لا تكوّن ربة بيت، إن لم يكن معها هذا الشعور بالمسئولية:
ولتعلم أن السعادة الزوجية تحل عندما يعلم الطرفان بمدي المسئولية الكبيرة الملقاة علي عاتقيهما، فيعملان بالتعاون لا التخاصم، بالتكامل لا التنافر، من أجل تكوين أسرة، وتنشئة أطفال لمستقبل جديد.
و تربي علي طاعة زوجها فيما لا يغضب الله تعالي،
تلازم بيتها، ولا تخرج من بيتها إلا بإذن زوجها، وان تكون في حشمة حجابها، وأن تحفظ زوجها في غيبته وحضرته، في نفسها وماله وعياله، وتطلب مسرته في جميع أمورها، وتحفظه في نفسها وماله، همها صلاح شأنها، وتدبير بيتها، مقبلة علي مهماتها، وأن تقصر لسانها عن مراجعة الزوج أهله.
تربية الفتاة وتدريبها علي حفظ أسرار بيتها وأسرتها وعدم البوح بها، وان تكون قدوة حسنة، وأن تجيد لغة التفاهم، وبذل الجهد لفهم شريك حياتها، ومحاولة إسعاده، وعليها تنظيم وقتها وتوزيع أولويتها، بحيث توفر قسطا كبيرا من الراحة لنفسها، وتخلق جوا من الألفة والمودة مع زوجها للحوار بهدوء، وليعبر كل منهما عن مشاعره. كما إن التسامح والتجاوز عن الأخطاء يريح النفس ويخلصها من شحنات الغضب والكراهية، فلا تثور لأتفه الأسباب، ولا تخلق المشكلات، ولا تكثر الشكوى، \"فالمرأة بطبيعتها سريعة التأثر والتأثير، وسرعان ما تعبر عما بداخلها من ضغوط ومشاعر سواء سلبية أو إيجابية\"، وعليها تعلم تفادي مشاعر الرغبة في السيطرة على الزوج، مع الاعتدال في الغيرة، والتميز بين حالات التوتر والإرهاق لدي الزوج، وبين الغضب منها، والتمييز بين مواطن الجدة منك ومواقف اللين والمرح وعدم الخلط بينهما.
وتعلم كيفية التعامل مع المشكلات الزوجية، والاختلافات الأسرية، وتقويم تدخل الأهل والأقارب، أو حصرها في المنزل، وكيفية تفاديها وعدم تكرارها مستقبلا، وصولا لأسباب السعادة الزوجية. الإلمام بقواعد الصحة العامة والأسرية، وحسن إدارة صحة أبنائها، والتدرب علي الإسعافات الأولية، وكيفية العناية بالجروح والحروق والكسور، وإعطاء بعض الأدوية. كما تتعلم كيفية ضبط الانفعالات والغضب والارتباك إذا ما حدث طارئ من مرض وأو حادث لها او لطفلها أو لزوجها. ومن المفضل للمقدمين على الزواج اجتياز دورات تدريبية في مهارات التواصل والقيم الأسرية، لتحسين فرص نجاح أسرتهم وسعادتها.
يا بُنيتي: تربيتها علي حسن اختيار شريك حياتها، وإبداء رأيها، وتحمل مسئولياتها بناء علي ذلك، وعلي وليها أن يزوجها من الأكفاء الأخيار ذوي الدين والمرؤة الذين يتوسم فيهم أسعدها،
خصالا عشرا يكن لك ذخرا..أما الأولي والثانية: فالخشوع له بالقناعة، وحسن السمع له والطاعة، وأما الثالثة والرابعة: فالتفقد لمواقع عينيه وانفه، فلا تقع عينه علي قبيح، ولا يشم منك ألا أطيب ريح/ وأما الخامسة والسادسة: فالتفقد لوقت منامه وطعامه، فإن تواتر الجوع ملهبة، وتنغيص النوم مغضبة، وأما السابعة والثامنة: فالاحتراس بماله، والإرعاء علي حشمه وعياله، ملاك الأمر في المال حسن التقدير ، وفي العيال حسن التدبير، وأما التاسعة والعاشرة: فلا تعصين له أمرا ، ولا تفشين له سرا، فأنك إ ن خالفت أمره أوغرت صدره، وإن أفشيت سره، لم تأمني غدره، ثم إياك والفرح بين يديه إن كان مهتما والكآبة بين يديه عن كان فرحا\".
إن الفتاة المتعلمة المهذبة التي نالت قسطها من تربيتها، هي فخر لأهلها، وعون لزوجها، وكمال لأبنائها، فأهلها بها يفتخرون وأولادها بها يسعدون، ومن ذا الذي لا يسر فؤاده بابنته التي بالمعرفة تربت علي تدبير أمورها، وبالحكمة تـسير طريقها، فيجد فيها زوج المستقبل مديرا ناجحا، وأنيسا عاقلا، وسميرا كاملا. إن السعادة الزوجية لا تأتي مصادفة أو تمنيا، فالحياة الزوجية لا تخلو من الاختلافات والمشكلات والأزمات، لكن السعداء من عرفوا وتدربوا وأعدوا علي أن يكونوا يتجاوزوها ليصبحوا سعداء، لذا فالتربية النسوية، والإحساس بالمسئولية هي أساس استقرار الحياة الزوجية.
يا بُنيتي: ينظر الإسلام للزواج باعتباره ليس ارتباطاً بين فردين فحسب، وإنما يعتبره علاقة متينة وشراكه وثيقة لا تنفصم عراها تجمع بين عائلتين لبناء أسرة متماسكة تربطها روابط الرحم، ومن ثم فقد أكد أن قوامها الوداد والتراحم والتعايش:\"وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ\"(1الروم:21). وصدق الله تعالي، فليس كل البيوت تُبني علي المودة، فأين الرحمة والتذمم؟. لا تتوقعي ـ عزيزتي ـ أن ينظر أهل زوجك نفس نظرتك للحياة وتصرفاتك اليومية، وكيفية حل مشكلاتها لذا يجب فهم الأختلافات والفروق الفردية والعائلية والمجتمعية ومحاول التقريب منها. ويبقي نجاح تعاملك ـ بُنيتي ـ وتقديرك لأهل زوجك، وتوثيق صله زوجك بهم وليس عكس ذلك، من أسس استقرار واستمرار حياتك الأسرية وسعادتها. كما هو أيضا سبب رئيس يقف وراء التفكك الأسري والشقاق والطلاق. ضعي نفسك ـ صغيرتي ـ موضع حماتك وعامليها كما تحبين ان تعاملك زوجة ابنك أو زوج ابنتك.
أي بُنية: إذا كانت معيشتك بعيدا عن أهل زوجك، فمطلوب منك اشعارهم بأنك مازلت مرتبطة بهم، ولم تنفصلي عنهم، وانك بحاجة لنصحهم ومساندتهم الدائمة, وأنك تعملينهم بنفس القدر من الاحترام والتقدير والمودة كما تعاملين أهلك تماماً. ومقياس النجاح ان يشعر زوجك أن تعاملين أهله كما تعاملين أهلك دون تفضيل اوانتقاص.
يا بُنيتي: إذا علمت أن تصرفاتك ومواقفك قد تثير استياء اهل زوجك فحاولي ان تعيدي النظر فيها تلائما وتوافقا قدر المستطاع ووفق الأمور الأيجابية وليس السلبي \"ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق\".
يا بُنيتي: ينبغي أن تحلي خلافاتكما الزوجية معا دون اللجوء ـ قدر الأمكان ـ إلي أي من الأهل، فمهما حدث من زوجك فلا تحاولي الشكوى منه لأمك أم أمه، فالأولي ستتعاطف معك علي الدوام مما قد يزيد الأمر تعقيدا، والثانية مهما تعاطفت معك فلن تنسي أنها أمه، وقد تشعر أن أنتقادك له، إنما هو انتقاد ضمني لها. مع الحرص علي تبادل الزيارات وابداء المودة، وتقديم بعض الهدايا الرمزية التي توثق عري الحب بينك وبين أهل زوجك. كذلك الحرص علي مشاركتهم المناسبات السعيدة والمؤلمة علي حد سواء وتقديم الدعم الشخصي والأحتماعي فيها. كما لا تتوقعي أن يؤدوا لك ماتريدن ويتخذوا مواقف من وجهة نظرك انت وباسلوبك انت فقط عبري عن شكرك وامتنانك لكل من حاول معونتك في امر ما وقدم ما استطاع تقديمه وبأسلوبه هو. فالسمة الناجحة لتعاملك مع اهل زوجك حسن الظن والتغاضي عن الصغائر والتماس العذر لهم حتي يشعرون انك جزء منهم لا دخيلة عليهم. ولا تفارقي البسمة علي وجهك وترحابك باهل زوجك عند مقابلتهم فهي أهم من كل ما تقدمينيه لهم من ضيافة وماكل ومشرب.
يا بُنيتي: من الأهمية الكبيرة عدم عقد مقارنات كثيرة فتقارني بينك وبين شقيقة زوجك، او بين اهلك واسرتك وبين أهل واسرة زوجك مهما كانت الفوارق ولكي لا ينعكس ذلك علي تصرفاتك نحو زوجك واهله. إذا حدث خلاف بين زوجك واهله فلا تستثمري هذا الخلاف بزيادة الشقة ووذكرهم بسوء، التصريح بما قد تحمليه من مواقف سابقة من مشاعر سلبية نحوهم، فقد ينتهي الصدع بينهم بما يبقي ما احدثته من صدوع نحوهم باقيا في نفسه. وتذكرى دوما أن زوجك غير مسئول عن توجهات أهله فلا ينبغي الربط بينه وبينهما في كل شيئ ولا تولميه أو تؤاخذه بهذا فيدب الشقاق بينكما، فلا تزر وازرة وز اخري
أي بُنية: عليكِ القناعة بمبدأ الخصوصية بين الزوجين، وعدم السماح للغير (خاصة الأقربين) بالتدخل في الحياة الزوجية وتناول الأمور الخاصة بكما. فأغلب هذه التدخلات لا تأتي بخير، فأهل الزوجة غالباً ما يتدخلون لصالح ابنتهم وكذلك فأهل الزوج يتدخلون لمناصرة ابنهم، الأمر الذي يعمل على إيجاد المشاكل وتأزمها بين الزوجين وكثيراً من الخلافات الزوجية إنما تنجم بسبب تدخلات الأقارب في الشئون الزوجية، فحياة الزوجين هي ملك لهما فقط لا ينبغي أن تُعكر صفوها التدخلات الخارجية مهما كانت درجة القرابة.
يا بُنيتي: مثلما أن هناك عوامل وأسباباً يمكن أن تساهم في تعكير صفو هذه العلاقة، وربما تؤدي إلى هدمها، فكذلك ثمة عوامل وأسباب يمكن أن تقوي هذه العلاقة وتزيد من متانتها وتساعد على غرس وتنمية السعادة الزوجية والمحافظة عليها بين الزوجين، ولعلنا نحاول أن نصل معاً إلى أهم تلك الأسباب متمثلة في النقاط التالية.
يا بُنيتي: الالتزام بأوامر الله عز وجل والإكثار من ذكره والبعد عن معاصيه، به تنشرح النفوس وتطمئن القلوب. وحينما يقال: إن التدين ينبغي أن يكون راشداً فليس من أجل استتباب الحياة الزوجية فقط، بل الحياة كلها، بمعنى أن يكون التدين شاملاً عاما، يشمل كافة مناحي الحياة اليومية، فالعبادات والقربات من الدين، وحسن التعامل مع الآخرين من الدين(فالدين المعاملة)، وصلة الرحم، والابتسامة، وأداء الواجبات والحقوق للناس، فكلها من أمور الدين. كما لابد أن يكون التدين متوازناً فليس من الفقه التوسع في النوافل مع إهمال حقوق الزوج أو رغباته أو العكس، ولذلك لا يشرع للمرأة صيام النفل إلا بإذن زوجها. والشيطان قرين الغافلين عن الله وشرعه، وهو من أهم العوامل المفضية لغرس الكراهية وبث البغضاء بين الزوجين وله في ذلك طرق ووسائل شتى وحيل وحبائل عديدة. بل إن أدنى أعوان إبليس إليه منزلة هو ذلك الذي يعمد إلى التفريق بين الأزواج ويفلح في إيقاع الطلاق بينهم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم: \"إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا. فيقول ما صنعت شيئاً. قال ثم يجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته، قال: فيدنيه منه ويقول:\"نعم\".
يا بُنيتي: الإنسان بطبعه يحب التجديد في كل أمر من أمور دنياه، والروتين أحد أسباب الملل وجلب الكآبة، لذلك ينبغي على الأسرة أن تضفي على حياتها نوعاً من التغيير وألا تعكف على نمط واحد، كأن تجتهد الزوجة في تغيير زينتها بما يناسبها، أو تتعلم نوعاً جديداً من الأطعمة والمشهيات فتضيفه إلى مائدتهما، وعليها كذلك من وقت لآخر أن تغير من صورة بيتها بنقل الأثاث وتحويره من مكان إلى آخر. والزوج مطالب كذلك بأن يكسر الروتين بوسائل كثيرة منها على سبيل المثال الخروج مع أهله للترويح عن النفس من خلال الرحلات المشروعة من دون إفراط ولا تفريط.
يا بُنيتي: عليكِ بغض الطرف عن بعض الهفوات، فالبشر يمليون للخطأ والزلل، ولذلك فمن الحق والعدل أن يغض الزوج والزوجة طرفهما عن الأخطاء الصغيرة والهفوات العابرة، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عنه مسلم: \"لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خُلقاً رضي منها آخر\".
يا بُنيتي: الملاطفة من أسباب دوام المحبة فعلى كل من الزوج والزوجة أن يحرص كل واحد على ملاطفة الآخر وملاعبته والمزاح معه. فقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه برغم جديته وشدته يقول: ينبغي للرجل أن يكون في أهله كالصبي فإن كان في القوم كان رجلاً. وروت السيدة \"عائشة\" رضي الله عنها: أنها كانت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفرة وهي جارية، قالت لم أحمل اللحم ولم أبدن، فقال لأصحابه تقدموا، ثم قال: \"تعالي أسابقك! فسابقته فسبقته، فلما كان بعد وحملت اللحم وبدنت ونسيت، خرجت معه في سفر، فقال لأصحابه: تقدموا فتقدموا ثم قال: \"تعالي أسابقك! ونسيت الذي كان، وقد حملت اللحم، فقلت: كيف أسابقك يا رسول الله وأنا على هذه الحال، فقال: \"لتفعلن\" فسابقته فسبقني، فجعل يضحك وقال: \"هذه بتلك.
يابُنيتي: عليكِ باحتواء المشاكل الطارئة وسرعة معالجتها ومعالجتها أولاً بأول وعدم الهروب منها، فإن تراكمها وتطورها يقود إلى نتائج غير محمودة العواقب، ويجب ألا يسيطر اليأس على أحد الزوجين أو كليهما باستحالة الحل، فلكل مشكلة حل ولكل خلاف علاج، وليحرص الزوجان على المحافظة على أسرار حياتهما الزوجية وذلك من خلال الثنائية في طرق المشاكل والاتفاق على الحل وألا يوسعا دوائر الخلاف بإدخال أطراف أخرى لئلا تتسرب الأسرار وتتطور المشكلة، وإن كان لابد من مشاركة طرف آخر فليكن الوسطاء من أهل العقل والتجربة والحكمة والصلاح وممن يحفظون أسرار البيوت.
تعقلي في الطلبات بحيث لا تكلفين زوجك بما لا يطيق، فترهقين ميزانيته أو وقته أو صحته وتضيفين عليه أعباء جديدةلم يكن قادراً على توفيرها. وكذلك الزوج مطالب هو أيضاً ألا يحمل زوجته ما لا تطيق من أعباء وتكاليف، سواء كان ذلك في التعامل أو المسؤوليات أو غيره. قال تعالى في محكم تنزيله: \
ينبغي على الزوجة أن تحترم زوجها، وأن تعترف له بالقوامة، وعدم منازعته في الاختصاصات التي يجب أن انفرد به. مع إنزاله منزلته، من كونه رب الأسرة وحاميها والمسؤول الأول عنها، وإذا أرادت الزوجة أن تشاركه الرأي في بعض اختصاصاته فيجب أن يتم ذلك بتلطف ولباقة واختيار الوقت والزمان المناسبين لمناقشة مثل هذه القضايا وطرح الأفكار، على ألا تصر الزوجة على رأيها أو موقفها إن وجدت منه تمنعاً، بل عليها أن تؤجل الأمر حتى تسنح الفرصة ويتهيأ المناخ لمناسب لمعاودة الطرح. فمن الأهمية بمكان التشاور وتبادل الرأي من خلال عقد جلسات عائلية دورية يتشاور فيها الزوجان عما يجب عمله في الأمور المهمة في حياتهما المشتركة، ويتم من خلال ذلك تقويم تجاربهما الماضية والتخطيط للمستقبل. وذلك عبر رؤية مشتركة. فإن القرارات إذا أُخذت باتفاق لاشك أنها أفضل من نظيراتها الفردية.
يا بُنيتي: يجب ضبط النفس عند وقوع الخلافات الزوجية والأسرية، والبعد عن استخدم العبارات الجارحة أو انتهاج السلوك المؤذي بين الزوجين. كأن يعير الزوج زوجته بنقص فيها، أو أن تخدش الزوجة زوجها بنقائصه، خاصة إن كانت تلك النقائص مما لا يؤثر في الدين والخلق أو يجرح الاستقامة والسلوك، وفي ذلك يجب أن يكون النقد أو التوجيه بأسلوب رقيق تلميحاً لا تصريحاً ثم المصارحة بأسلوب المشفق الودود.
وليس هناك أي مبرر مثلاً لكي يعيب الزوج على الزوجة عدم إتقانها لفن الطبخ، بل عليه بدل ذلك أن يحضر لها الكتب المتخصصة في هذا الشأن. ومن الممكن أن يوجهها بعبارات لائقة كأن يقول لها لو فعلت ذلك لكان خيراً ولو امتنعت عن ذلك لكان أفضل. فرسول الله صلى الله عليه وسلم كثيراً ما كان يصحح الأخطاء تلميحاً لا تصريحاً فكان يقول: \"ما بال أقوام يفعلون كذا\"، وكذلك ما عاب طعاماً قط، فالانتقاد الحاد والهجوم الصارخ قد يقود إلى التعنت والعناد، ويؤدي إلى العزة بالإثم.
يا بُنيتي: إن استمرار إحراج/ نقد/ معارضة/ تكذيب أحد الطرفين أمام الأبناء والأهل والغرباء، والتظاهر بمعرفة ما سيقوله مسبقاً سلوكيات سلبية قد تكون تنفيساً عن مواقف سلبية أخري بدرت من أحد الطرفين، لكنه كفيل برد فعل من الزوجة استمرارا في السلبية أو من الزوج بفصم عري هذا الزواج الذي لا يحظي فيه بالاحترام اللائق من زوجته. إن الاعتذار عند الخطأ ـ والذي قد يكون تافهاًـ دليل علي الأخلاق السامية، وبيان عن مدي الحرص علي عش الزوجية من أن تتقاذفها الأنواء والهواء، أما الإصرار علي هذه السلوكيات السلبية فمن دواعي الشقاق والدمار الأسري.
النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان.
6- عليك بصلاة الاستخارة واللجوء إلى ربك الذي يعلم سرك ويعلم بنيتك في طلب الحلال والسعي في الحصول على الزوج الصالح، فإن الدعاء هو سلاح المؤمن، وإن ربك قريب لطيف كريم يجيب دعوة الداع قال تعالى: {ادعوني استجب لكم} وقال صلى الله عليه وسلم ( ليس شيء أكرم على الله من الدعاء ).