]color=darkblue][i][b][size=24]مدينة مصراتة
مدينة مصراتة هي إحدى المحطات التجارية التي بدأ الفينيقيون في إنشائها على الأجزاء الشمالية الغربية من الساحل الليبي في القرن العاشر قبل الميلاد وبذلك يكون عمرها قد تجاوز ثلاثة آلاف عام. وقد عرفت المدينة آنذاك بإسم “توباكت” واستمدت أهميتها من كونها ملتقى العديد من الطرق الحيوية ولأنها أيضا تتوسط منطقة زراعية ورد ذكرها باسم “كيفالاي برومنتوريوم ” في الوثائق المسماه (أطوال المسافات في البحر الكبير) إستاديا سموس مارسي مجاجني “وذلك في القرن الرابع قبل الميلاد أي أن ذكرها ورد في تلك الوثائق التي تعود إلى أكثر من ألفين وثلاثمائة وخمسين عاماً، والتي تعتبر اقدم المصادر التي ذكرت فيها منطقة “قصر احمد
” وعثر عليها حتى الآن.
وقد وصفها الجغرافي “سترابو” في القرن الأول الميلادي بأنها رأس شامخة مغطاة بالغابات وتشكل خليج سرت الكبير. أما ما أورده “بطليموس” الجغرافي الشهير بأسم “ترايرون أكرون” أي (الرؤوس الثلاثة) لأنها تتكون من ثلاثة رؤوس من اليابسة موغلة في البحر وقد سكنتها قبيلة “مصراتة” فسميت بأسم هذه القبيلة وهو الأسم الذي تعرف به الآن كما أنها عرفت بإسم “ذات الرمال
” وذلك لوجود العديد من الكثبان الرملية بها البيضاء والصفراء.
تقع مدينة مصراتةعلى شاطئ البحر الأبيض المتوسط الى الشرق من مدينة طرابلس بحوالي 211 كيلومتر و إلى الغرب من مدينة بنغازيبحوالي 825 كيلومتر وموقع مدينة مصراتة يشكل تمازجاً رائعاً بين ثنائية البحر والرمل، فالبحر يحيطها من جانبي الشمال والشرق والرمال الذهبية تمتزج مع سهولها الخضراء ونخيلها الباسق وزيتونها الوافر الظلال . وتعتبر مدينة مصراتة ثالث أكبر مدن ليبيا حيث يبلغ عدد سكانها:300,000 نسمة-[/
تقع مدينة مصراتة على شاطئ البحر الأبيض المتوسط عند التقاء خط الطول 6/15 شرقاً مع خط العرض 23/32 شمالاً وعلى ارتفاع حوالي 6 أمتار على مستوى سطح البحر.وتقع المدينة بالمخطط الداخلي على الساحل الليبي على بعد 210كم شرقي مدينة طرابلس وعلى بعد 820كم غربي مدينة بنغازي وقريبة من الطريق المتجهة جنوباً إلى تشاد.
تتمتع مدينة مصراتة بمناخ البحر الأبيض المتوسط، والذي يعرف بأنه رطب ممطر شتاءً وحار جاف صيفاً، ولا توجد بالمدينة جبال أو هضاب مرتفعة إذ كل أراضيها منبسطة، تجري بها بعض الوديان في فصل الشتاء وتوجد في شمالها سبخات وكثبان رملية عديدة. ويحدها من الغرب سهل ضيق خصب منحصر بين كثبان رملية وتلال منخفضة ، ويتميز الشاطئ الممتد من مدينة زليتن حتى مصراتة بوجود عدد من الخلجان الصغيرة التي تحيط بها. المرتفعات الصخرية.كما تقع مدينة مصراتة في منطقة زراعية سهلية يبلغ عدد أشجار النخيل بها أكثر من( 200,000 ) نخلة بالإضافة إلى أكثر من ( 25,000 ) شجرة فاكهة أخرى ووتتميز بالعدد الكبير من أشجار الزيتون والتي يبلغ عددها ( 25,000 ) شجرة كما توجد بها أكبر مزرعة زيتون على الساحل الليبي.
تتميز هذه المدينة بظاهرة طبوغرافية فريدة على الساحل المتوسطي وهي وجود حزام من الكثبان الرملية العالية التي تلفها على هيئة هلال يبدأ من شرقها عند منطقة قصر أحمد وحتى منطقة حوض المتوسط بل يعتقد البعض أنها الأعلى في العالم لذلك حق لها أن تسمى بذات الرمال.
مصراتة من حيث موقعها على الساحل الليبي تبدو كشبه جزيرة فمياه البحر تلفها من الشمال والشرق والغرب وهو ما أعطاها مناخ معتدل في أغلب فصول السنة ، ويبرز لسان منطقة قصر أحمد كرأس بحري بارز كان يسمى قديماً باسم كيفالي (أو كيفالوس)
ليس ثمة تاريخ معين لبناء المدينة، وإن كانت بعض الاكتشافـــــات الأثريـــة الحديـــثة تشير إلى أن نوعاً من الاستقرار العمراني عُرف في موقعها الحالي منذ أيام الحكم الروماني لشمال أفريقيا. وكان السكان بربراً فقط، وقد جاء العرب بالإسلام إلى المنطقة عند الفتح سنة 23-24 هجرية، وكان عددهم قلة لم يؤثر في تكوين السكان… تـقع مدينة مصراتة الحالية في مكان مدينة توباسيتس الرومانية القديمة التي كانت مركزاً تجارياً هاماً بين الأراضي الرومانية الأصلية والمستعمرات الشرقية والإفريقية وكانت تعرف باسم (ذات الرمال)، أما الاسم الحديث (مسراته) فقد جاء عن قبائل البربر التي استوطنت المنطقة.اشتهرت مصراتة منذ القدم بتجارة الصوف والزيوت والبضائع التي كانت ترد إليها من أفريقيا الوسطى وتستورد بدلاً منها الأدوات الزجاجية.
مصراتة اليوم مدينة عصرية حديثة تزدان بعمائرها وشوارعها المخططة وحدائقها ومصائفها وأسواقها الرائجة كما أنها تعد المدينة الصناعية والتجارية الأكثر نشاطاً في ليبيا من خلال ملاحظة الإحصاءات ولتمركز مراكز الصناعة الخفيفة والثقيلة إضافة إلى وجود ميناءين بها كما أقيمت بها عدد من الفنادق الحديثة إضافة إلى وجود عدد من المراسي والمرافئ البحرية النشطة كما توجد بها عدة مراكز ثقافية كالمتحف والمكتبات العامة ودور نشر عامة وخاصة والجمعيات العلمية التي لها دور في أثراء وتنشيط المحاضرات والمؤتمرات العلمية المختلفة وقاعات السينما الحديثة وقاعة الشعب الحديثة المجهزة لاستقبال المؤتمرات والندوات العلمية والفكرية والتظاهرات الثقافية كما بها عدد من الكليات الجامعية والمعاهد العليا والمتوسطة.
•
•
•
•